🌹يقول تعالي :
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ (3) المائدة)
🌹وفي موضع آخر :
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ (173) البقرة)
🌗 ما دلالة التقديم والتأخير ل (به)؟
🌍لو لاحظنا السياق في سورة المائدة الكلام عن التحليل والتحريم ومن بيده ذلك ، ففيه رفض لأي جهة تحلل وتحرم غير الله قال تعالى (أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة) ليس لكم أن تُحِلّوا والذي يُحِلّ هو الله تعالى ..
🌹(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ (2) المائدة)
فالذي يُحِلّ هو ربنا سبحانه وتعالى ..
🌹(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ (4) المائدة).
🌹إذًا هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بيده حصراً، ليس هناك أي جهة تقوم بذلك، ولذلك قدم (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ (3) المائدة)
(أُهِل)ّ يعني رُفِع الصوت بذبحه، أُهِلّ يعني هذا باسم الله والله أكبر، هذا لفلان، هذا لفلان.
هنا قدم (لغير الله) لأن ربنا هو الجهة الأولى والأخيرة التي بيدها التحليل والتحريم.
🌎أما في البقرة فالمقام هو فيما رزق الله تعالى عباده من الطيبات، وليس فيها تحليل وتحريم ..
فقال تعالي :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً (168)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173)) (كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)
فهذا طعام
(كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً)
وهذا طعام
(وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ)
هذه الذبيحة
🌹(وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ) يعني ما رُفِع الصوت بذبحه فقدم (به) لأن هذا طعام متناسب مع الطعام ومتناسب مع طيبات ما رزقهم ..
🌹إذًا في التحريم قال :
(وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) قدّم (لغير الله)
لأنه لا يسمح أن يكون غير الله هو الذي يحلل ويحرم، فهو الذي خلق ويعلم دقائق هذا الخلق ، وإن كان ظاهريا ،لا توجد خطورة من اكل طعام طيب ذبح لغير الله ، الا ان الخالق عندما يحرمه ،فلنتاكد ان هناك عله لا نعلمها ، وهنا وجب علينا ان نقول سمعنا واطعنا
،هذا في آية المائدة لأن الكلام في التحليل والتحريم، هو سبحانه هو الذي يحلل ويحرم، ولما كان السياق في الأطعمة قدّم الطعام (ما أهل به) يعني الذبيحة، هذا الكلام في البقرة في الطعام فقال (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ) (به) يعني البهيمة، بذبحه، لكن مسألة الذبح هنا أو هنا متعلقة بالله تعالى، أما التقديم والتأخير فجاء في سياق التحليل والتحريم، أو في سياق الطعام.
المصادر
القران الكريم
د فاضل السامرائ
التغذية في الاسلام للدكتور معز الاسلام فارس
التغذية في الاسلام د حنان لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق